الأحد، 11 ديسمبر 2011

العادةالسرية في ضوء العلم و الأدب

 العادة السرية (masturbation) تسمى استمناء لدى الذكور و إلطاف لدى الإناث. و هي عملية استثارة جنسية عند الثدييات تتم في العادة باستثارة الأعضاء الجنسية بهدف الوصول إلى النشوة الجنسية وهي ليست بديلاً عن العملية الجنسية.
تنتشر العادة السرية بنسبة كبيرة لدى الإنسان وتتم بتحريك وحك الأشفار والبظر من الخارج أو إدخال أجسام داخل المهبل بالنسبة للأناث و حك القضيب بالنسبة للذكور. و العادة السرية تتم عادة باستخدام اليد وكذلك عند بعض الحيوانات كالأسود و القردة و من الغرائب أن حماراً كان يستمني بإلصاق قضيبه المنتشر ببطنه حتي يقذف و كان استمناؤه مرتبطاً برؤية امرأة كانت تتكشف أمامه. و قد يتم استعمال وسائل آلية أخرى كما هو الوضع عند الإنسان. وعادة ما يكون الاستمناء ذاتياً و ان كانت بعض أاشكاله تتم عبر علاقات تبادلية يقوم فيها كل فرد بدور يد المستمني و هو ما يطلق عليه الاستمناء المتبادل (mutual masturbation) .
العادة السرية في علم النفس
هي عملية إحراز الإشباع الجنسي بالإثارة الذاتية. و هي ظاهرة في كل سن لدي الذكور و الإناث علي السواء. و عندما يكون الإستمناء مشفوعاً بتأنيب الذات و الخوف فإنه يصبح نشاطاً وسواسياً يصعب التخلي عنه كما أنه يحدث صراعاً عقلياً حاداً, و ليس للإستمناء في حد ذاته إذا نظر إليه كواقع مستقل أية نتائج ضارة سواء بعد حدوثه مباشرة أو فيما بعد, و حيث أنه سلوك إشباعي طفلي و ذاتي المركز لذا ينبغي علي البالغ أن يتحكم في ممارسته باعتبار أنه طريقة يمكن الإفادة منها للتنظيم الذاتي. أخيلة الإستمناء ( masturbation fantasies ) صورة ذهنية تستدعي لإثارة الجنس رغم غياب الموضوع الحقيقي, و غالباً مثل تلك الأخيلة شكل تخيل شخص مغتصب, و لا تنهض مثل هذه الأفكار دليلاً علي الإنحراف, بل تعد عاملاً مساعداً في بلورة الصورة الذهنية لشريك المستقبل المناسب.
أثار الاستمناء
الأثر الفسيولوجي
بعكس ما يشاع بين فئات كثيرة لا يوجد للإستمناء مخاطر طبية خطيرة كالعمى أو الذهان. ولكن كثرة ممارستها ترهق الجهاز العصبي والتناسلي شأنه كشأن اي نشاط جسدي و ذهني. ويذكر أن دراسة حديثة أثبتت أن ممارسة الأستمناء للرجال قد تحمي من سرطان البروستاتا وتقول إحدى النظريات أن القذف المتكرر يدفع لخارج الجسم مواد كيميائية تسبب السرطان، أو تقلل الإصابة بالتكلس الذي ربط بمرض سرطان البروستاتا، ولكن الممارسة أكثر من مرة في اليوم قد تؤدي إلى احتقان البروستاتا.
الأثر النفسي
يشعر الفرد براحة نفسية بعد تلك الممارسة بسبب خروج الطاقة الجنسية و صفاء الذهن لثوانٍ معدودة . و بسبب بعض الضغوطات الدينية و الإجتماعية - خاصة في البلاد العربية - ربما يشعر الفرد بالذنب بعد ممارسة الإستمناء مما يؤدي إلى مشاكل في التوازن النفسي للفرد وضعف الثقة بالنفس.
العادة السرية عند الجنسين
بينت دراسة أجراها ألفريد كينزي على مجموعة مختارة من الأميركيين البيض ان 92% من الرجال و 62% من النساء قد مارسوا العادة السرية في فترة من حياتهم.
العادة السرية كعلاج
تستخدم أحيانا العادة السرية كعلاج في بعض الحالات وهي:
علاج الجنسية المثلية : حيث يتطلب الأمر إحداث ارتباطات شرطية جديدة، بمعنى أن ترتبط لذة العادة السرية بتخيلات جنسية طبيعية نحو الجنس الآخر بديلاً عن التخيلات الموجهة نحو نفس الجنس.
علاج سرعة القذف : وفيه يقوم الرجل بمحاولة الإستمناء ثم التوقف عند الشعور بالاقتراب من القذف، ويكرر ذلك عدة مرات، وهذا يعطي القدرة على التحكم في سرعة القذف.
علاج البرود الجنسي خاصة عند النساء، حيث تعتبر عمليات الاستمناء نوعًا من تنشيط الأحاسيس الجنسية لدى المرأة التي تعاني من البرود.
كتب عربية عن المني و الإستمناء
” رسالة في ماء الحياة ” من تأليف الشيخ داود بن محمود القيصري ت. 751 هـ.
” كتاب المني ” من تأليف أفلاطون اختصره موفق الدين البغدادي.
” الخضخضة في جلد عميرة ” من تأليف القاضي أبي العنبس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الصيمري الكوفي. الخضخضة و جلد عميرة تعنيان الإستمناء.
” كتاب المني ” نقل حبيش و هو مقالتان.
كنايات الإستمناء
عبر العرب عن الإستمناء بجلد عميرة و ذلك لأنهم يسمون الذكر ( القضيب ) ” أبو عمير ” و قد استخدمت الكناية في كثير من الأشعار
إذا حللت بواد لا أنيس به ..  فاجلد عميرة لا داء و لا حرج
و قال آخر :
إذا امتحنت بعدم أو بليت به .. فاجلد عميرة حتي تنقضى المحن
و يعكس هذا نظرتهم إلي الإستمناء, فلا بأس به للمضطر و كانوا علي دراية بأنه لا توجد للإستمناء مخاطر طبية خطيرة. وقد عبر شاعر عن رأي الفقهاء في الإستمناء :
و كذا ابن حنبل جاز جلد عميرة .. في خلوة عند اشتداد غرام أشعب الطماع يجلد عميرة
عاتبت أشعب زوجته حين رأته يجلد عميرة, فقال : كانت عميرة خيراً منك فماذا أصنع ؟ و عندما دعاها إلي الطعام قالت : أنا لا آكل مع ضرتي ( يده ) .
الكنايات العامية
يقول العوام ” ضرب عشرة ” و العشرة هم أصابع اليدين التي تستخدم في الإستمناء و بالنسبة للنساء ” عملت سبعة و نص ” و ذلك لأن المرأة تدخل نصف أصبعها الوسطي بين شفري فرجها ( يشبهان رقم  سبعة ) لتحك الشفرين الصغيرين و البظر. أما من ينحدرون من أصول تركية فيقولون ” ضرب أباظة ” و أباظة بدلاً من عميرة.
المني و الإستمناء في الأحلام
من رأي رأي شخصاً يحلب ذكره أو يمصه فإنه ينال منه منفعة. رؤية المذي و المني : قال الإمام جعفر الصادق رؤية المني تؤول علي ثلاثة أوجه : ولد و حصول مال و ذهابه وقال أبو سعيد الواعظ المذي في الحلم مال مزيد أو مال لا بقاء له أما المني فمال باق. المني الحار : مال يأتي من كنز. المني الأصفر : ولد كثير الأمراض. المني الأحمر : ولد قصير العمر. المني الأسود : ولد يسود أهل بيته. قال ابن سيرين رؤية المني مال و نعمة فمن رأي مني مملوء في وعاء فهو مال يدخر و تحصل به منفعة. خروج المني : ذهاب المال.
العادة السرية في الأدب و السينما
تناول الأديب نجيب محفوظ العادة السرية في روايته ” السراب ” التي تحولت إلي فيلم قام ببطولته نور الشريف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق